من جد وجد..
إن أعمال العناية المترفقة لا تلغي حكومة الله البارة. وعلينا أن نعرف أن إله المُجازاة حي، والقانون الإلهي أن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا ( غل 6: 7 )، هو حقيقة مؤكدة. وحول هذا الموضوع الهام نلاحظ ما يلي:
(1) إن مبدأ الزرع والحصاد هو مبدأ إلهي صحيح، ذكره الرب بعد الطوفان مباشرة: «مدة كل أيام الأرض: زرع وحصاد ... لا تزال» ( تك 8: 22 ).
(2) الزرع ليس هو أن تسقط بذرة عفوًا عن غير قصد. وليس هو مجرد زلة أو عثرة، بل الزرع هو عملية تخطيط وتنفيذ وقرارات ومتابعة وإصرار واستمرارية. إنه طريق سار فيه الشخص بإرادته، وهو توجُّه فكري في أعماقه قاده أن يفعل ما فعل. وأوضح مثال على ذلك ما فعله يعقوب بالاتفاق مع رفقة لخداع إسحاق (تك27)، وما فعله داود مع بثشبع وأوريا (2صم11).
(3) الزرع والحصاد، ليس فقط في الشر، وإنما أيضًا في عمل الخير. ويقول الرسول بولس: «فلا نفشل في عمل الخير، لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكِّل» ( غل 6: 9 ).
(4) الحصاد لا يعقب الزرع مباشرة، بل يحتاج إلى وقت، وربما سنوات طويلة.
(5) الزرع هو عادة في الخفاء (مثلما فعل داود)، ولكن الحصاد علانية (مثلما فعل أبشالوم) ( 2صم 12: 11 ).
(6) الزرع هو عادةً لبذرة صغيرة، ولكن الحصاد أوفر. والنعمة التي تغفر، لا تلغي مبدأ الحصاد.
(7) الحصاد هو من نفس نوع الزرع. فمَنْ يزرع للجسد، من الجسد يحصد فسادًا، ومَنْ يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية ( غل 6: 8 ). «ومَنْ يزرع بالشُح فبالشُح أيضًا يحصد، ومَنْ يزرع بالبركات، فبالبركات أيضًا يحصد» ( 2كو 9: 6 ).