عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشّهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ''ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم'' رواه النسائي.
يحتاج المسلم لوقفات ينظر فيها حال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحال سلف الأمة، مع ذِكر فضائله وأحكامه، وقفات للفوز برمضان من خلال الاستعداد له في شهر شعبان.لقد كان السلف الصالح رحمهم الله بعيد رمضان يدعون الله أن يتقبّله منهم لستِّ أشهر، ثمّ في الست أشهر الباقية يدعونه أن يُبلِّغهم رمضان القادم، فانظر لمدى استشعارهم لمكانة رمضان وأيامه الغالية!!
فَابْدَأ بضبط فرائضك، وكُن وقاّفًا عند حدود الله تعالى، وحاسِب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي، فلا تدخل رمضان الجديد إلاّ وقد تُبْتَ من ذنوب العام. هذّب نفسك وألزمها التّقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتّقين، قال الله تعالى: ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ'' البقرة.183
وبَادِر بصِلة رحمك، واحْذَر أشدّ الحذر من قطعها. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''خلق الله الخلق، فلمّا فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا ربّ، قال: فذلك لك. ثمّ قال أبو هريرة: ''فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ'' سورة محمّد'' رواه البخاري. المبادرة في قضاء ما عليك من صيام إن كنتَ أفطرتَ في رمضان الماضي لعذر شرعي. عوّد نفسك على الصوم لكي لا تجد عند إقبال رمضان بإذن الله مشقّة في صوم الأيّام الأوّلى، فصُمْ يومًا وأفطر يومًا أو اجعل شعبان أكثر أيّامك صومًا.